28 مايو 2008

الرسوم الدنماركية "بحث عملته للجامعة"

غموض لم أتوقعه عند إختيارى لموضوع بحثى "الرسوم الدنماركية" حيث ظننته موضوع تتوافر أركانه لغزارة المعلومات التى تساعدنى فى إتمام بحثى ، ولكن وبمجرد أن بدأت فى الإعداد للبحث فوجئت بكم هائل من التناقضات ومجموعه من وجهات النظر المتضاربة ، فبين نظرية المؤامرة والتأمر على الإسلام وبين حرية التعبير وبين المطالبة بمقاطعة المنتجات الدنماركية وإباحة للدماء وتهديد للسفارات ، وجدت نفسى تائها غير قادر على تحديد الإطار الذى أسير بداخله ، ولما كان لزاما علي أن أحدد الإطار قررت أن أن يكون إطارى عاما وإستعراضا لجميع وجهات النظر بدءا من نظرية المؤامرة ومرورا بالتأمر على كل ماهو مسلم وختاما بحرية التعبير ، وحتى لا أطيل فى مقدمتى سأبدأ مستعرضا وجهة النظر التى قالت بأن الرسوم الدنماركية لم تكن إلا مجرد مؤامرة وشيئ مفتعل من قبل اللوبى اليهودى المسيطر على العالم الأن وأنها خطة لإظهار العالم الإسلامى بالعالم المتخلف الذى لايقبل الرأى والرأى الأخر وأن رهانهم على حدوث ماحدث إمتدادا من تجربة سابقة وهى تجربة سلمان رشدى مثلا فى روايته "أيات شيطانية" و أحداث أخرى مشابهة تعرض فيها الإسلام لمثل هذه الهجمة الشرسة ، ولكن وبمجرد أن نتتبع الأزمة من بدايتها وحدوث الشرارة الأولى لها قد ننحى نظرية المؤامرة جانبا حيث تتلخص بدايات الأزمة فى الأتى :-
في سبتمبر 2005 , نشرت صحيفة -
السياسي- الدنماركيه مقالا بعنوان خوف عميق من انتقاد الاسلام , اوردت فيه مثالا للرقابه الذاتيه :صحفي دنماركي يفشل في اقناع رسامين معروفين بالتورط في رسم شخصية محمد -ص- في كتاب توضيحي للاطفال عن حياة نبي الاسلام , كانت مبررات الرفض بالطبع تتلخص في الخوف من الاعتداء البدني او المعنوي بواسطة متشددين مسلمين .. خاصة بعد حادث مقتل فان جوخ في امستردام , بالاضافه الى - وهو الاكثر تأثيرا - الإعتداء على محاضره يهوديه تعمل في جامعة كوبنهاجن , جزاء تدريسها القرآن لطلبة غير مسلمين , على ما يبدو بطريقه لم تعجب خمسة من الشباب المسلمين مما دفعهم لاختطافها و الاعتداء عليها في اكتوبر 2004...اثار مقال السياسي نوعا من اللغط في اوساط كوبنهاجن الثقافيه : هل يمارس مثقفوها نوعا من الرقابه الذاتيه ؟؟ هل اصبح الاسلام - بسبب الخوف - بعيدا عن النقد؟؟؟..و في بلد كالدنمارك يُسمَحُ فيه بانتقاد كل شيء ...واي شيء.. من رئيس الحكومه حتى الله .. مرورا بالاديان و الرسل .. فضلا عن غياب اي مشاكل ضخمه او الانغماس في حروب او الخوف من تهديدات .. تصبح مثل هذه الاسئله التي نعتبرها هنا من قبيل الرفاهيه .. قضايا رأي عام .. تحتاج الى الحل و النقاش ..خصوصا ان الاسلام في ارض لورباك هو الديانه الثانيه .. و المسلمون هناك هم ثاني اكبر جالياتها عددا - من 2 الى 5 في المائه من السكان - غالبيتهم من مهاجري الجيل الاول الذين وصلوا اليها في سبعينات القرن الماضي و ازدهروا بها..اضاف فرانك فام -وهو ممثل كوميدي شاب ذو شعبيه جيده في الدنمارك- لغطا جديدا في المسأله .. حين اعترف بخوفه الشخصي من استخدام القرآن كماده او موضوع لاستخدامه في احدى برامجه الكوميديه , مثيرا اسئلة ملحه حول حرية الفن و دور الدوله في حماية الابداع و صراع الحضارات و غيرها..وكانت تلك هى البداية .. ففي نهاية سبتمبر2005 .. دعت هذه الجريده اليمينيه التوجه وصاحبة اكبر توزيع لصحيفه يوميه دنماركيه , 20 رساما كاريكاتوريا لرسم ما يتصورون انه رسول الاسلام .. كانت هذه مجرد محاولة جس نبض.. او بالاحرى قياس لمدى انتشار مفهوم الرقابة الذاتيه التي ثارت حولها كل هذه الضجه ... وهل يا ترى هي اكبر مما تم تصويرها أم لا؟؟وعلى اي حال فقد نشرت الرسومات ال 12 في ملحق الجريده الثقافي .. و في صفحته الثالثه .. بعيدا عن نشر اي صور او حتى التنويه عن الموضوع على غلاف الجريدهونشر المقال بعنوان : وجوه محمد .. وحمل تصميم الصفحه 12 رسما كاريكاتيورا ملونا .. تحيط بمقال صغير يترجم كالآتي :
ان بعض المسلمين يرفضون المجتمع المدني المعاصر .. بل ويطلبون وضعا خاصا يصر على احترام مشاعرهم و ثقافتهم الدينيه المختلفه .. يتعارض هذا مع الديمقراطيه و حرية الرأي المعاصرتين , حيث يجب ان يستعد المرء دوما لتحمل السخريه , الاستهزاء و النقد .. لا يعني هذا بالطبع ان المشاعر الدينيه يجب ان تجرح على الدوام .. ولكننا اليوم نرغب في ان نعرف حقا الي اين تتجه بنا الرقابه الذاتيه .. و هل سيستمر خنق الابداع بسبب الخوف ام لا .. لذا دعت جريدتنا اعضاء اتحاد محرري الكاريكاتيور الدنماركي .. لكي يرسموا باقلامهم ما يظنون انه محمد كما يتصورونه
وهكذا كانت البداية أو أصل الحدوته كما عنونت مدونة جار القمر التى لجأت إليها كمرجع "لموضوعى".
وبالنظر إلى أصل الحكاية كما سبق وذكرت سننحى نظرية المؤامرة جانبا كما قلت حيث أن الموضوع فى بدايته لم يتخطى كونه مجرد جس نبض للرقابة الذاتية وهل من الممكن أن يؤثر الخوف على إبداع أى فرد أم لا؟

........

أما إذا إنتقلنا من ملابسات البداية وإنتقلنا إلى محاولة تحليل تلك الرسوم ال 12 ومايجب أن نعيه من خلال ذلك التحليل ومعرفة كيف يرانا الأخر فلم أجد أفضل من تحليل صاحب مدونة جار القمر الذى سبق وأن أشرت إليها ولجوئى لتحيل صاحب المدونة هو لجوء رغما عنى حيث أنى لم أعتد فى أبحاثى بالجامعه أن أعتمد على النقل ولكن حقيقة التحليل كان أكثر من رائع ولم أجد ماهو من الممكن أن أضيفه وقد كان تحليل صاحب المدونة كالأتى :-


الصورة الأولى هى عبارة عن :- صوره للنبي -ص- تحل فيها نجمة خماسية اسلاميه خضراء محل عينه اليمنى .. بينما يكون لحيته هلال اخضر اللون ليكون مع النجمه الشعار الاسلامي الشهير


لا اعتقد ان هذه الصوره تعني اي اهانه .. الا بالطبع بالنسبه لمستنكري فكرة تصوير النبي " وذلك وفقا لمدونة جار القمر .
ـ الصورة الثانية وهى عبارة عن :- صورة للنبي -ص- يعتمر عمامه يحمل اعلاها قنبله على وشك الانفجار .. كتب على القنبله الجزء الاول من عبارة التوحيد : لا اله الا الله
هذه الصوره هي الاكثر اساءه في نظر الكثيرين . .بالطبع يعني الرسام ارتباط الاسلام و نبيه بالارهاب العالمي..
الصورة الثالثة وهى عبارة عن :- صوره تمثل النبي -ص- يقف مرتديا ثيابا اسطوريه من الف ليله و ليله .. و يحمل فوق راسه علامة القديسين .. غير مكتمله تشكل هلالين صغيرين يحاولان الوصول لبعضهما البعض


..سمعت و قرأت كثيرا عن فهم معين لهذه الصوره بالنسبه لكثير من الناس انها تمثل ما يشبه القرون فوق الرأس
بالطبع صوره مسيئه للغايه بالنسبه لكثيرين اعتبروا ما يحمله رأس النبي -ص- قرونا .. بالطبع مع كل ما يحمله هذا الوصف من معانٍ في ثقافتنا العربيه ..لكن غاب عن الكثيرين ان نفس الرمز لا يعني شيئا بالمره في ثقافات اخرى .. الا طبعا شبهة التشبيه بالحيوان وفى هذا الرسم تحديدا يظهر غياب ثقافة الأخر حيث أنه عند سؤال مواطن دنماركى عن تحليله للصورة فقد أجاب ب :-

I'm guessing it's a crescent turned into a
halo. And the guy has a certain "who, me?" look in his eyes. There's a danish idiom which is "to polish ones halo" which basically means trying to make yourself seem holy (as in morally clean) and innocent when describing your own actions. There'ّs hardly anything insulting in it, it's just a bit boring and trite
..
يعني هذا الرسم كما قال الدنماركى .. ان شخص الرسول يحاول صنع هاله مقدسه حوله ولكنه لا ينجح في ذلك..
الصورة الرابعة هى عبارة عن :- رسم كروكي لنساء محجبات .. يتكون وجه كل منهن من نجمة داود الخماسيه و هلال

.. الصوره في حد ذاتها لا تسيء .. لكن الرسام يكتب بجوارها تعلقا عباره عن بيت شعري قصير يترجم كالآتي : رسول غبي و مجنون , يحبس النساء و يضطهدهن
والصورة هنا سخيفه و غير مفهومه .. ربما يعني راسمها ان الديانتين "اليهوديه" و الاسلاميه ، - نلاحظ هنا جمع الراسم للديانتين اليهودية والإسلامية -.. تمنعان ظهور شعر المرأه .. و يعتبر هذا نوعا من الغباء او الجنون..
والصورة الخامسة هى عبارة عن :- صوره لمحمد-ص- تمثل رجلا بدويا يسير في الصحراء .. يحمل عصا خشبيه و يسحب حمارا يحمل اثقالا ..
وفى الغالب ليس في الصوره ما يسيء.. بل اعتبرها اكثر الصور تمثيلا للحقيقه و التاريخ..والصورة السادسة فى الحقيقة تعتبر اقل الصور اساءه .. و اكثرها دلاله عن هدف المقال - الرقابه الذاتيه- في الحقيقه ..وهي صوره لفنان كاريكاتور يحاول رسم النبي -ص- لكنه يتلفت يمينا و يسارا و يتصفد عرقا ..خوفا من اي اجراء انتقامي
والصورة السابعة فى الأصل نوع من السخريه على ردود فعل اسلاميه كالتي نراها الآن .. و هي لخليفه مسلم " الرسول ؟؟ " يوقف جنديين غاضبين .. يحاولان قتل صاحب رسم يمسكه الرجل في يده .. و يخاطبهم بقوله : اهدأوا .. فهي مجرد صوره رسمها رجل ضال غير مؤمن
..لا استطيع ان استشعر اي اساءه في الصوره .. بالعكس .. لو كان المرسوم هو الرسول -ص- .. فصورته ايجابيه ..و السخريه اساسا من رد فعل اسلامي غير عاقل..
والصورة الثامنه هى اكثر الصور تعقيدا و صعوبة في الفهم ,حيث طالب دنماركي يشير الي سبوره فصل دراسي .. كتب عليها ما يترجم ب : طاقم تحرير يوندز بوستن هم جماعه من مثيري الفتن .. الطالب اسمه محمد .. مهاجر من الجيل الثاني = مولود في الدنمارك .. يرتدي قميصا كتب عليه : المستقبل


وقد تم فهم هذه الصوره على نطاق واسع بان المقصود هو الاشاره للرسول -ص - بانه تلميذ خائب.. و الحقيقه ان صعوبة الصوره ساهمت في عدم الفهم .. الرسام هنا يصور ما يتمنى ان يكون المسلم في الدنمارك .. لاذع و متسامح و ناقد . على الاقل لا اجد اي اساءه من قريب او بعيد لشخص النبي في هذه الصوره –عن وجهة نظرى الخاصة فإنى أرى أن الصورة تعبر عن مخاوف أوروبية من مايطلق عليه الأن أسلمة أوروبا فى المستقبل بسبب إزدياد عدد المسلمين من الجيل الأول والثانى فى أوروبا- وهى وجهة نظر خاصة ...والصورة التاسعة :- بالطبع مستفزه و مسيئه بالنسبه لكثيرين .. تشخيص للنبي حاملا خنجرا قصيرا , و بجواره امرأتين منقبتين لا يظهر منهما غير عيونهما .. و على عيون النبي علامه سوداء
.." ومن وجهة نظرى الخاصة" أيضا فإن الصورة هى عبارة عن تجسيد لصورة المسلم الملتحى والمرأة المنتقبة فى أوروبا وذلك بغض النظر عن أن الشخص المجسد فى الصورة هو الرسول عليه الصلاة والسلام والصورة العاشرة:- الرسول يقف في السماء .. يحاول منع انتحاريين نفذوا للتو عملياتهم طمعا في الجنه و جوائزها .. متعللا بنفاذ الفتيات العذارى من الجنه
..
والصوره الحادية عشر لا علاقة لها بالنبي من قريب او بعيد .. تبين كار بولتيجين .. الصحفي صاحب كتاب حياة الرسول للاطفال .. و اصل الجدل القائم .. حاملا في يده صوره مرسومه للرسول بواسطه طفل ... وفوق عمامته برتقاله مشيرا الى قول دنماركي شائع عن " البرتقاله في العمامه "
بمعنى -من وجهة نظرى- ان صاحبها قد استفاد من ضربة حظ . يعني طبعا ازدياد الدعايه له و لكتابه بعد كل هذا الجدل القائم حوله ، وهى بالطبع تحمل نوع من النقد للصحفى الذى أثار مشكلة الرسوم من البداية وتصويره بأنه شخص باحث عن شهرة

والصورة الثانية عشر:- في احد اقسام البوليس , صف من الرجال المشتبه بهم ..و رجل دنماركي يحاول التعرف على مرتكب الجريمه .. المشتبه بهم من اليسار لليمين : شاب من الهيبز , رئيسة حزب الشعب الدنماركي , المسيح , بوذا , محمد ,
جورو هندي و مره اخرى كار بولتيجين .. الصحفي اساس المشكله .. يحمل لافته كتب عليها : اتصل تحصل على عرض افضل
..
ويرى أحد الدنماركيين فى تحليله للصورة بأن الرجل الذي يتفحص المشتبهين .. يعبر بالاساس عن نقد للشعب الدينماركي ذاته الذي يشك في اي مهاجر على انه مصدر للجرائم هناك .. بهذا المعنى لا يعتبر الكاريكاتور مسيئا تماما .. غير ان من حق المواطن المسلم او العربي .. و من المفهوم تماما ان يسيء فهم هكذا رسم يصور رسوله .. الذي يحرم تصويره اصلا في عقيدته .. كمشتبه به في جريمه
وهذا الرسم ايضا يثير فكرة مرارة القدسيه الاسلاميه .. كل الديانات الهامه في الدنمارك .. و معها صحفي و سياسيه يقفون في صف المشتبه بهم .. الم يشعر هؤلاء بالاهانه .. لينشروا حملات اعتراض ومقاطعه ؟؟ .. شيء آخر عن فهم تلك الصوره : كيف ان المشتبه به لا يعني بالضروره انه مجرم .. بعكس تماما اي ثقافه عربيه او اسلاميه حديثه ادت الى الغضب من هذا الوصف..ما اجده طريفا في هذه الصوره و التي سبقتها .. هو محاوله الرسامين .. ابداء تذمرهم من كار بلوتجين .. اساس المشكله .. باظهاره منتفعا باحثا عن الشهره و سعيدا باللغط
........

وبعد إستعراض الرسوم ووصفها تبعا لصاحب المدونة الذى سبق ذكرها سأقوم الأن بتقسيم الصور إلى عدة أنواع حتى نستطيع تحليل الصور ودوافعها والمبررات التى ساقها الدنماركيون كتفسير للرسوم ورفضهم الإعتذار عنها ، والتقسيم سيكون كالتالى :-
1- قسم لا يحمل اي اساءه على الاطلاق
2- قسم يحمل سخرية من الاسلام المتطرف و المسلمين المتعصبين بدون اساءه للنبي
3- قسم يحمل إهانه للرسول " وهذا القسم خاصة بالرغم من أن به بعض الصور التى تحمل تعليقات بها سب واضح ومباشر للرسول إلا أن الرسم نفسه به إساءة فهم منا نتيجة لإختلاف الثقافات مثل :-
صورة الهاله غير المكتمله و قسم البوليس
.................
ولتحليل الصور من وجهة نظرى ، وبعيدا عن الإساءة للرسول عليه الصلاة والسلام فإننا لابد وأن نستشف منها "كيف يرانا الأخر؟" وماهى الوسائل أو المصادر التى يرونا من خلالها ومايجب أن نفعله تجاه ذلك – رد فعلنا يكون إزاى؟ - وأما عن كيف يرانا الأخر فالرسوم فى أغلبها لاتحوى إساءة لشخص الرسول نفسه حيث أن الصور فى مجملها تحوى صورة الشخص المسلم من وجهة نظر الراسم ممثلة فى شخص الرسول –ص- فالصور عبرت بشكل كبير عن صورة المسلم فى ثقافتهم التى يستمدونها من إعلامهم الذى يسيطر عليه اللوبى اليهودى بشكل كبير فنجد الصور يغلب عليها صورة المسلم الإنتحارى حيث الإرهاب الحديث الذى إقترن بالإسلام متمثلا فى طالبان وأسامة بن لادن وأحداث 11 سبتمبر وكذلك المرأة المنتقبة ..
وللأسف فنحن بدلا من أن نحاول تغيير تلك الصورة تجدونا خلال شهرين من نشر تلك الرسوم قامت الدنيا و لم تقعد .. و بلغت المأساه ذروتها بحرق سفارتي الدنمارك في دولتين عربيتين هما
سوريا و لبنان بعد اسابيع حافلة من التظاهرات و التهديدات بالقتل و المقاطعه و اهدار الدماء وبالطبع تلك الأحداث تجد مردودا واسعا فى الإعلام الغربى الذى يسيطر عليه اللوبى اليهودى والذى يحاول بشتى الطرق تغذية مايعرف بالإسلام فوبيا –أى الخوف المرضى والغير مبرر من الإسلام- وإظهار العالم الإسلامى بذلك العالم الهمجى الذى لايتقبل الرأى الأخر ولا يعى سوى ثقافة سفك الدماء لكى يبرروا مايفعلونه فى الأرض المحتلة بفلسطين وغيرها من البلدان العربية ، ولابد أيضا أن نعى مافعلناه من تحويل ملحق ثقافي في جريده دنماركيه مغموره دوليا إلى جريدة يعرفها الجميع ويبحث عنها دون أن ندرك أن ذلك يجعل كل باحث عن شهرة وبريق إعلامى إلى مهاجمة الإسلام والمسلمين.
كما أن مثل تلك الأحداث لابد وأن تدفعنا إلى التفكير بجدية فى أن المواجهة القادمة هى مواجهة إعلامية نفتقد فيها الكثير مقارنة بغيرنا فمثلا لك أن ترى كيف أنه فى مجال التملك اليهودى المباشر لوسائل الإعلام ، يبرز لنا الإسترالى اليهودى "روبرت مردوخ" كنموذج صارخ ، فهو يمتلك إمبراطورية إعلامية تضم 150 وسيلة إعلامية فى أربع قارات ، ففى الولايات المتحدة يمتلك مردوخ صحيفتين يوميتين و 20 مجلة إسبوعية ، وعددا من المحطات التليفزيونية ودور النشر وفى بريطانيا يمتلك خمس صحف يومية ، وعددا من المجلا ، وشبكة تليفزيونية عبر الأقمار الصناعية ، كما يملك فى أستراليا 100 صحيفة ، وفى أسيا صحيفة يومية كبرى ، وقد إشترى مردوخ عام 1988 شركة ترايفجل الأمريكية التى تصدر مجلة "دليل التليفزيون" التى توزع أكثر من 20 مليون نسخة.
ويكفى أن أؤكد هنا أنه فى مجال الصحافة البريطانية يمتلك مردوخ صحيفة التايمز اللندنية الشهيرة وكذلك صحيفة صنداى تايمز ... هذا يهودى واحد هو مردوخ .
وفى فرنسا يمتلك اليهودى جيمس غولد سميث مجلة الإكسبرس .
وفى الولايات المتحدة يمتلك المليونير اليهودى أرثر أوش سولزوبرجر وشريكه اليهودى الأصل جوليوس ألدر صحيفة النيويورك تايمز ، وكذلك فإن من يشغل منصب المدير العام لصحيفة واشنطن بوست الصحفية اليهودية "كاترين جراهام" ويملك الجريدة اليهودى "أوجين ماير" ، كما أن مجلة النيوزويك الأسبوعية تتبع أملاك "أوجين ماير" أيضا .
هذا فى مجال الصحافة فقط وهناك أيا سيطرة كاملة لليهودعلى الشبكات التليفزيونية كشبكات ABC , NBC , CBS الأمريكية .
كما أن أحد الثلاثة الذى يناط بهم وضع سياسة هيئة الإذاعة والتليفزيون البريطانية هو اليهودى سيدنى برنشتاين .
أما فى مجال السينما ، فقد كان لليهود دور بارز فى مدينة السينما العالمية هوليود منذ البداية ، وهناك سبع شركات كبرى فى هوليود هى "مترو جولدين ماير ، و فوكس وبارامونت وكولومبيا ويونيفرسال ووارنر ويونايتد أرتست ، وكل مؤسسى هذه الشركات من اليهود.

وحتى لا أطيل فهذه كلها مجرد أمثلة وليس حصرا لما يملكه اليهود من وسائل الإعلام ، كما أنى بذكر ذلك لم أخرج عن سياق موضوع "الرسوم الدنماركية" بل على العكس تماما أنا هنا فى صميم الموضوع لأن تلك الأزمة هى أزمة إعلامية فى الأساس ، وأزمة إعلامية يجب أن ندرك تماما أن من يديرها هو عدونا لذلك لابد وأن نعى تماما ردود أفعالنا لأنها إن لم تكن مثالية وعقلانية فإنها سوف يتم إستغلالها أسوأ إستغلال بما يخدم مصالح اللوبى اليهودى وحده .
وأن نعى أيضا أنه لن يعتذر أحد لأنهم سيبرروا مايفعلون بحرية الرأى والتعبير وبالطبع هى حجة ساذجة لأن الجميع يعلم أن هناك قوانين فى جميع الدول الأوروبية تحرم مجرد الإقتراب من الهولوكست –المحرقة اليهودية المزيفة- أو الإقتراب من تاريخ اليهود ، وإنما الأمر كله لايتجاوز خوف من رد إعلامى يهودى عنيف على كل من تسول له مجرد الإعتذار ..
وحقيقة لا يجب أن ننظر الإعتذار فهل إعتذر الكفار للرسول عن أفعالهم القذرة مع الرسول من رمى بالحجارة وسب وغيره ...
وماذا كان رد فعل الرسول عليه الصلاة والسلام تجاه كفار قريش؟ " إن أجبنا على هذا التساؤل سنعى جيدا مايجب أن نقوم به فى مواجهة من يعتدوا على الإسلام وعلى رسولنا الكريم"

وفى النهاية ... سأترك لكم الحكم عن مدى صحة رد الفعل الإسلامى تجاه الرسوم بعد ذكر جزء من حوار لمحطة NBR الأمريكية مع الشيخ أحمد أبو لبن الذى قاد الحملة الإسلامية ضد جريدة يوندز بوستن التى قامت بنشر الرسوم حيث أنه للأسف قد ولد لدى ذلك الحوار شعورا بالحيرة الممزوجة بالأسى ، حيث تولد لدى إحساس بأن الشيخ "أحمد أبو لبن" نفسه كان يسعى إلى إستفادة إعلامية وبحث عن دور للزعامة وبالطبع ربما جانب إحساسى ذلك شئ من الخطأ أو الصواب ، لذا أترككم مع الحوار ....
حيث سئل ابو لبن ان كان يعتقد انه مسئول ولو جزئيا عما حدث .. غير انه نفى بشده .. و قال : هل يعتبر مستر فورد مذنبا لانه صنع سياره جميله . لكن مراهقا استخدمها في ارتكاب حادثه بشعه او الاعتداء على حياة بشريه ؟؟ انا مثل مستر فورد .. صنعت سياره جميله و لكن اسيء استخدامها..يا مستر ابو لبن: سيارتك الجميله استحالت وحشا .. قتل حتى الآن 43 انسانا .. معظمهم مسلمون ..و قطعت ارزاق مئات الأبرياء و شردت العديد من الأسر .. و تأثر بسببها ملايين المسلمين ممن يعيشون في الغرب بعد أن شوهت الى الأبد صورتهم هناك ... بل وصورة رسولهم الذي أخذتك الحماسه - ووحده الله يعلم مدى صدقها - للدفاع عنه
..
الأهم من ذلك .. أن جاليتك المسلمه في كوبنهاجن ..والتي وصفتها يوما في إحدى خطبك الناريه بانها اغلى من أولادك ..اضحت اليوم في موقف الدفاع و التخوف.. و اصبح وضعها الذي شكوت منه في تقريرك .. اكثر صعوبه و حساسيه .. و اصبح الإسلام الذي تحمل رسوله اهانات العالم في سبيله .. اضعف مما كان من عليه قبل الف عام .. و الفضل في النهاية لك و لمشعلي الحرائق من امثالك.....

























المراجع :-

1-مدونة جار القمر
2-ويكيبيديا
3-محاضرات لدكتور سعيد اللاوندى "قضايا وإشكاليات"
4-موقع جريدة يوندز بوستن الدنماركية الناشرة للرسوم


17 مايو 2008

الوتد فى بيت بلا حنان ... و "الحدق يفهم"



الوتد هدى سلطان رأيتها فى فيلم بيت بلا حنان تعجبت كثيرا شتان الفرق بين هدى سلطان هذه الذى وجدتها وتلك التى عرفتها فى
الوتد ، ربما كان القاسم المشترك كونها ديكتاتورا ، وحتى لا يتهمنى أحد بالغموض فيما أكتب فسأوضح حالا ما أعنيه .... والتوضيح كالتالى :-
بإختصار ... دوما ماظلت هدى سلطان فى عقلى تلك الأم الوتد التى رأيتها فى رائعة الكاتب الكبير خيرى شلبى فى مسلسل الوتد ، حيث تلك الديكتاتورة التى لم أرى فى ديكتاتوريتها سوى العقل والعدل والحب أيضا ، وكيف نجحت تلك الأم فى العبور بعائلة كاملة إلى بر هو هدف للجميع ،رأيت كيف جعلت من إبنها الأكبر قائدا لبلدة بأكملها ، رأيت كيف جعلت من أبنائها رجالا تحترم ، من الأخر رأيت بوضوح كيف كانت ديكتاتورا ؟ أو بمعنى أخر كيف عرفت أن تكون ديكتاتورا ؟


وعلى النقيض من هذا تماما وجدت هدى سلطان تلك الليلة فى بيت بلا حنان فى فيلم للمخرج على عبد الخالق-فشلت فى العثور على إسم مؤلف الفيلم- ، كم بدت قوية وكم كانت حقا ديكتاتورة ؟ ديكتاتورة لم أرى في ديكتاتوريتها سوى الجهل والغباء والحب أيضا ، رأيت فى ديكتاتوريتها فشلا ذريعا فى الوصول إلى ذلك البر الذى سبق وأن وصلت إليه فى الوتد ،رأيتها ساهمت فى صراع رهيب داخل بيتها أدى إلى تفككه ورأيتها ساهمت فى قتل إبنها الأكبر –ربما دون قصد- بعد أن إنشق عنها وقرر الصراخ والهروب ورأيتها ساهمت فى عذاب إبنها الأصغر ورأيتها أيضا ساهمت فى هدم حياة إبنتها...
ورأيت أيضا بوضوح أن الحب قد إجتمع فى كلتا الديكتاتوريتين ، وسؤالى الأن هل من الممكن أن تستغل هدى سلطان ذلك الحب فى أن تصبح وتدا فى بيت بلا حنان ؟ والإجابة من المؤكد ستكون بالنفى لأن هدى سلطان توفاها الله "ربنا يرحمها" ....

16 مايو 2008

شوفلى فيديو كليب لهيفاء


كنت قاعد زهقان قرفان كده ومضايق ، أصل بيتنا كان مش طبيعى كان مكهرب ومافيش حد طايق حد ، كله صوته عالى ومضايق ، ومن خنقتى قولت لنفسى تعالى نتفرج على فيلم ولا حاجة فى التليفزيون فقالتلى ماشى تعالى نتفرج ، وفوجئت بفيلم سهر الليالى والفيلم ده أنا بحبه جدا وماكنتش إتفرجت عليه غير مرة واحدة وكانت فى السينما من حوالى أربع سنين تقريبا ، وقررت إنى أجلس أشاهده يمكن نفسى تفرفش شوية وتتفرج على فيلم زى الناس وكنت مستعد نفسيا أنا كمان للإستمتاع بالفيلم ، إلا أنى وأثناء متابعتى للفيلم شعرت بإحساس غريب راودنى ، إحساس لم أتوقعه إطلاقا وهو الملل والضيق ، بل وصل بى ذلك الإحساس إلى درجة الإستفزاز من أحداث الفيلم والمشاكل التى يطرحها ، وسألت نفسى زهقانة ليه ؟ هو الفيلم ده مش كان عاجبك قبل كده ؟ قالتلى كان عاجبنى قبل كده أه ، إنما دلوقتى يعجبنى إزاى والبيت اللى إنت معيشنى فيه مكهرب كده ومافيهوش زيت ولا عارفين تجيبوا فيه عيش علشان تأكلوا ، واللحمة أصبحت لا تدخله إلا فى المناسبات، وقالتلى إنت عايز فيلم يعجبنى وهو كل المشاكل اللى بيطرحها بتتلخص فى أربع شباب واحد فيهم بيخون وهو متجوز جوازة زى الفل ، والتانى مافيش أى مشكله تمنعه من الجواز غير إنه خايف يتجوز ، والتالت بتاعهم مش عاجب المدام بتاعته ، والرابع غنى ومتجوز بس متجوز واحدة أغنى منه شوية ، وقالتلى إنت عبيط ولا إيه؟ كان يعجبنى زمان ماشى إنما دلوقتى هيعجبنى إزاى وليه ؟ وإنفعلت وكان هتسيبنى وتمشى ولإنى ماينفعش أقعد من غيرها لإنها نفسى فجلست أهدى فيها وأقولها أنا أسف إنى سمعتك الفيلم ده وهو إنتاج قديم والمشاكل بتاعتنا دى ماكنتش لسه ظهرت بالشكل ده ، وأقنعتها إنها تتفرج معايا على فيلم تانى وهو إنتاج جديد مش قديم ولا حاجة إسمه حين ميسرة وكمان قولتلها إنى سمعت خالد يوسف مخرج الفيلم بيتخانق مع حد فى التليفزيون وبيقوله إن لن أتخلى عن الشعب المصرى والفقراء بعد اليوم ، وإقتنعت بالفعل إنها تصبر عليا وتجلس تشاهد الفيلم ده معايا وبينما نحن نشاهد الفيلم فوجئت بها زهقانة برده ، وسألتها ليه زهقانة ؟ فأجابتنى ده كمان فيلم مش لاقية فيه نفسى وإنه فيلم بيتكلم عن العشوائيات وبمبالغة كمان وإحنا المفروض طبقة متوسطة ، لإنى عايشة معاك فى بيت دخله الشهرى لايقل عن ألفين جنيه مصرى ، والمفروض إن الألفين جنيه دول يخلونا نعيش من غير مشاكل ، يعنى نشترى زيت ونجيب عيش بسهولة ونأكل لحمة كمان ، يعنى من الأخر المفروض يخلوا البيت مش مكهرب كده ، ورغم إن كلامها كان منطقى إلا إنى إتخنقت منها ، لأنى لم أجد إجابة لها عن تساؤلها ، وإنفعلت وقولتها :
يعنى لا كده عاجب ولا كده عاجب؟ أعملك إيه يعنى ؟
فأجابتنى فى برود وقالت لى :
" شوف فيلم اللمبى أو شغلى فيديو كليب لهيفاء" ....

الحب ده كلام فاضى - مجلة كلمتنا


من الأخر بحبها وبحبها قوى كمان ، طول عمرها كانت فى خيالى ، والله رسمتها بكل تفاصيلها ، ملامحها ، شخصيتها ، طبعها ، ده حتى والله إسمها فوجئت إنه أكتر إسم بحبه من أسماء البنات ، وكنت مش مصدق ، طاير من الفرحة ، سعيد سعادة مش طبيعية ، بس المهم ما إترددتش ‘ بدأت أقربلها ويالهوى على كده فوجئت بيها عارفة إسمى،لأ لأ وإيه كمان قعدت تتكلم معايا وسألتنى سؤال وسألتها سؤال وقولتلها وقالتلى .................


طبعا أنا مش هأكمل الحدوتة دى ، عارفين ليه أصلها قديمة قوى وبقت شغل أفلام ، عارفين وأنا صغير -قال يعنى دلوقتى أنا كبير- كان لو حد قالى الحب ده كلام فاضى ، أنا كان ممكن أقتله ، أه والله أقتله علشان عامل واعى وهو أساسا دقة قديمة ومعقد ، حب إيه ده اللى كلام فاضى ؟ كنت هقول مجنون ده ولا إيه؟بس عارفين دلوقتى وبعد ماكبرت وعجزت وأصبح عندى من السنين 18 هأقولكوا على حاجة بس مش عايز حد يتهور عليا ، بصوا ياجماعة بصراحة بقى الحب ده كلام فاضى ، وجع قلب وتوتر وقلق ، عارفين إيه كانت ميزة الحب من وجهة نظرى ؟ ميزة الحب كانت المسئولية ، المسئولية فى إنك تكون قد كل كلمة بتقولها ، قد كل وعد بتوعده.المسئولية فى إنك تطير بخيالك وتكبر بأحلامك وفى عز ماخيالك يكون طاير وأحلامك بتكبر تكون إنت كلك ثقة فى إنك هتقدر تعيش الخيال ده وإنك هتقدر تحقق الأحلام دى .المسئولية فى إنك تكون قد الدخول من الباب ، وإنك وإنت قاعد مع والدها تكون قد كل كلمة بتقولها وتكون قادر تجاوب على أسئلته اللى هى فى ظاهرها أسئلة سهلة ، عارفين سهلة ليه؟ لإن ليها نماذج كتير وكمان بتكون متوقعة والتوقعات إستحالة تخيب ؟ ونموذج الأسئلة فى الغالب بيكون :-ـ عندك كام سنة ؟ ـ عندك شقة؟ ـ هتدفع مهر كام؟ ـ كام جرام شبكة؟ إلخ.....وطبعا زى ماقولت السهولة بتكون ظاهرية لإن الإجابات صعبة ومعقدة .عارفين ليه صعبة ومعقدة ؟ علشان بلدنا بدأت تضيق بينا ، الواحد مننا دلوقتى بيخلص تعليمه وهو متوسط عمره 23-24 سنة ، ولكن هل ياترى هيخلص تعليم ويتقدم على طول ولا يستنى شوية يبدأ يكون فيها نفسه؟وأول مراحل التكوين طبعا هى الشقة ، وبصراحة بقى العملية صعبة جدا أصلك هتكون لسه خريج جديد ومرتبك على قدك ده إن إشتغلت أصلا ، بس علشان ماأكونش متشائم قوى فأنا بفترض إنك إشتغلت ، بس أنا كمان مش هأقدر أغشك ، أصل أسعار الشقق نااااااار ، أصل إحنا فى بلدنا عندنا إحتكار للحديد ، أه والله والحكومة سايباه ، خصخصة بقى.وهنفرض إنك شاب صبوووور وصبرت شوية قيمة كام سنة كده وجبت شقة .ندخل بقى على الشبكة والمهر إلخ.... ، فدى مش مشكلة الدهب دلوقتى ب 150 جنيه الجرام ، ولنفرض -خد بالك إنى تانى مرة أفرض- إن ربنا قدرك وجبت الشبكة وعملت الفرح ، هل هيبقى عندك إستعداد تصرف بقى وتجيب العيش والزيت وتأكلها لحمة ؟ سامعك بتقول أه عندى إستعداد ، وأنا بقولك ياعم صلى على النبى ده زجاجة من الزيت تكلفك 11 جند -الجند لع الجنيه- وكيلو اللحمة تقريبا ب 45 جند -مع مراعاة الإختلاف من منطقة لأخرى . طيب والعيش هتجيبه منين إنت وهى ولا هتخليها تنزل معاك طابور العيش من الفجر .من الأخر وعلشان أنا طولت عليكوا وزمانكوا إتخنقتوا منى ، الحب مسئولية وطالما مافيش مسئولية يبقى الحب ده كلام فاضى لحين إشعار أخر ، إشعار تتغير فيه الظروف وتتبدل فيه الأحوال.

بابا حبيبى زهقان ليه ؟ مجلة كلمتنا مايو2008

هو أى نعم منطقة خطيرة جدا فى حياتى يصعب الإقتراب منها بس مهما كان ده بابا برده ، شايفه زهقان وحزين هو أى نعم على طول زهقان وبيبص لى بصات غريبة كده بس المرة دى زهقه جامد قوى ، حزين كده ومكسور لأ ومركز مع الجرايد اليومين دول زيادة عن اللزوم ، فكرت فى مخاطرة كبيرة جدا وهى إنى أروح وأسأله ماله؟ وبعد تفكير طويل وعميق قررت إنى أنفذ تلك المخاطرة ، بس طبعا قبل ما أنفذها قررت أقترب من بيتنا أكتر بمعنى الحالة المادية للبيت شكلها عامل إزاى ؟ يمكن تكون هى السبب؟ وفعلا دخلت المطبخ علشان أدردش مع ماما شوية وقولت أساعدها وأخدت منها البطاطساية ولسه هأحمرها وبجيب إزازة الزيت وأفضى ، فوجئت بماما تنفعل إنفعال شديد على غير عادتها معى قائلة لى : كل ده زيت؟ إنت ماتعرفش إزازة الزيت بكام ؟ إنت عايز باباك يطفش ويسيب لنا البيت من المصاريف ، هنا قولت بس خلاص هو ده اللى مزهق بابا ، وإنسحبت من المطبخ فى هدوء محاولا التفكير فى كيفية مساعدة أبى حتى يخرج من هذه الأزمة المالية الحادة التى قد تكون سببا فى أزمته النفسية ، وجلست أمام التليفزيون لعلى أجد ماأستطيع أن أطمئن به أبى ، يمكن حد من الجماعة اللى ماسكين البلد يطلع عليا بتصريح من التصريحات الحلوة بتاعتهم ، وفجأة وأنا بأستعرض القنوات غصب عنى والله فوجئت بقناة الجزيرة عليها لقطات فظيعة لأطفال صغيرة بتموت وأباء تصرخ وتستغيث وأمهات تبكى فراق أبنائها وناس عمالة تشتكى من الحصار وكانوا بيتكلموا عربى فركزت مع الخبر وعرفت إن كل ده بيحصل فى فلسطين ، حزنت جدا وقولت فى بالى ياحبيبى يابابا أكيد علشان كده زهقان وحزين ومكتئب ، ربنا معاك ويصبرك ، وسألت نفسى : ياترى أقوله إيه علشان أخفف عنه؟ المهم بعد تفكير ومجهود ذهنى فظيع حضرت شوية كلام علشان أبقى أعرف أتكلم معاه يعنى فى البلاوى والمشاكل اللى جوه وبره البلد دى لما أبقى أروح وأسأله إيه اللى مزهقك؟وفعلا قررت أخترق الغرفة التى يجلس بها أبى حتى أبدأ معه الحوار وتشجعت وسألته :-"بابا حبيبى زهقان ليه؟" فترك أبى الجريدة من يده ونظر لى نظرة بها الكثير من الحزن والأسى -أقسم كاد قلبى ينخلع لها- وقال لى :-" كل الجرائد بتقول فيه إحتمال الحضرى يرجع سويسرا تانى