17 يناير 2011

في حب فاطمة (2).


في مثل هذا اليوم منذ عشرين عامآ، ولدت مفتتحة عام 1991، لم يكن قدومها هينآ على الأبوين؛ فقد تأخر قدومها قرابة عامين لأسباب غير معلومة‎.. ربما استغرق صفار شعرها وقتآ أطول أو أخذت عيناها الحائرة مابين الخضار والزراق فترة أكبر لتحديد لون قدومهما إلي تلك الحياة.
كان الحدث جللآ في محل ميلادها؛ فهدوءها عصي على الفهم، تتلفت ناظرة في الوجوه رغم أن عمر الفتاة لم يتجاوز بضع ساعات بعد. بدا الحضور مكتملآ؛ حيث الأعمام والخالات، الجد و الجدة، حتى الطبيب لم يغادر فقد قرر الانتطار لعل ذات الوجه الملائكي تبوح بسر هذا الصمت الحائر. داعبها الأب الذي لم يكن قد قرر بعد مناداتها بفاطمة: "إنطقي يابت ساكتة ليه؟ مستنية مين؟..
لم تلتفت قرة عينه إليه، فقط تنصت محاولة فهم عبارة صداها بعيد. عبارة يرددها طفل لم يكمل عامه الثاني بعد، كان صراخه عاليآ يحاول لفت انتباه حبيبة أدرك قدومها.
ملت الفتاة عجزها عن تفسير العبارة، وانطلقت في حياتها تملأ الدنيا بهجة وفرحة وحب وسرور.. وقبل مايزيد عن عام، إلتقت فاطمة حبيب أخبرها "أنا هذا الطفل الذي ملأ حياتك صراخآ فور قدومك قبل عشرين عامآ".. أخبرها عن تلك العبارة التي فشلت هي في حل شفرتها قائلآ: "هاآنذا يا فاطمة.. إني قادم".. كان ندائي لكي دومآ.

ليست هناك تعليقات: