17 مايو 2008

الوتد فى بيت بلا حنان ... و "الحدق يفهم"



الوتد هدى سلطان رأيتها فى فيلم بيت بلا حنان تعجبت كثيرا شتان الفرق بين هدى سلطان هذه الذى وجدتها وتلك التى عرفتها فى
الوتد ، ربما كان القاسم المشترك كونها ديكتاتورا ، وحتى لا يتهمنى أحد بالغموض فيما أكتب فسأوضح حالا ما أعنيه .... والتوضيح كالتالى :-
بإختصار ... دوما ماظلت هدى سلطان فى عقلى تلك الأم الوتد التى رأيتها فى رائعة الكاتب الكبير خيرى شلبى فى مسلسل الوتد ، حيث تلك الديكتاتورة التى لم أرى فى ديكتاتوريتها سوى العقل والعدل والحب أيضا ، وكيف نجحت تلك الأم فى العبور بعائلة كاملة إلى بر هو هدف للجميع ،رأيت كيف جعلت من إبنها الأكبر قائدا لبلدة بأكملها ، رأيت كيف جعلت من أبنائها رجالا تحترم ، من الأخر رأيت بوضوح كيف كانت ديكتاتورا ؟ أو بمعنى أخر كيف عرفت أن تكون ديكتاتورا ؟


وعلى النقيض من هذا تماما وجدت هدى سلطان تلك الليلة فى بيت بلا حنان فى فيلم للمخرج على عبد الخالق-فشلت فى العثور على إسم مؤلف الفيلم- ، كم بدت قوية وكم كانت حقا ديكتاتورة ؟ ديكتاتورة لم أرى في ديكتاتوريتها سوى الجهل والغباء والحب أيضا ، رأيت فى ديكتاتوريتها فشلا ذريعا فى الوصول إلى ذلك البر الذى سبق وأن وصلت إليه فى الوتد ،رأيتها ساهمت فى صراع رهيب داخل بيتها أدى إلى تفككه ورأيتها ساهمت فى قتل إبنها الأكبر –ربما دون قصد- بعد أن إنشق عنها وقرر الصراخ والهروب ورأيتها ساهمت فى عذاب إبنها الأصغر ورأيتها أيضا ساهمت فى هدم حياة إبنتها...
ورأيت أيضا بوضوح أن الحب قد إجتمع فى كلتا الديكتاتوريتين ، وسؤالى الأن هل من الممكن أن تستغل هدى سلطان ذلك الحب فى أن تصبح وتدا فى بيت بلا حنان ؟ والإجابة من المؤكد ستكون بالنفى لأن هدى سلطان توفاها الله "ربنا يرحمها" ....