«سيكا» تاجر الصنف يرسم خريطة المزاج في الإسكندرية:
04/02/2009
نهرب الحشيش إلي القاهرة في علب البسبوسة.. ونبيع البودرة عند الكيلو 21و26 علي طريق مارينا
حوار: محمد السنهوري
هل صحيح أن الإسكندرية هي المركز الأول لتجارة المخدرات خاصة الحشيش في مصر؟
للإجابة عن هذا السؤال التقيت «سيكا»، أحد أهم تجارالإسكندرية، شاب في أواخر الثلاثينيات، قضي سنوات من عمره في السجن ويحمل علي عاتقه اتهامات فيما يزيد علي ثمانين قضية مخدرات، وافق علي الحديث بعد أن أقنعه صديق مشترك بأنني لن أذكر اسمه، حملت إليه أسئلتي عن أنواع المخدرات وطرق تعاطيها، وتكتيكات الاتجار بها في مصر وحقيقة ما يشاع عن تواطؤ بعض ضباط الشرطة مع هذه التجارة، فأجاب بأريحية لم تكن متوقعة..
> كيف تقومون بتهريب المخدرات من الإسكندرية للقاهرة؟
ـ يتم تهريبها في أوتوبيسات السوبر جيت داخل علب أحد أنواع البسبوسة التي تشتهر بها الإسكندرية، وتتميز تلك العمليات بالمكسب المرتفع جدا، حيث يتجاوز 25%.
> وماذا عن الأسعار؟
ـ بالنسبة للتجار بيكون سعر الكيس من 900 إلي 1000 جنيه، وبيوصل سعره في المواسم إلي 1600 جنيه، أما بالنسبة للكميات القليلة فيكون المعيار هو القرش أو الصباع، وبيكون سعر القرش النضيف حوالي 40 جنيها، تصل في المواسم ـ الأعياد والكريسماس والحفلات ـ إلي 60 جنيها.
> هذا أقل من أسعار القاهرة بكثير؟
ـ طبعا يا أستاذ ده حشيش القاهرة كله من إسكندرية، والأسعار بتكون الضعف تقريبا وأكتر.
> ما أنواع الحشيش الأكثر انتشاراً في مصر؟
ـ فيه أكتر من نوع، وكل نوع بيختلف عن التاني في الجودة وفي المزاج بتاعه، فيه نوع اسمه قطرة العسل ودي حشيشة نضيفة جدا، ونوع تاني اسمه الكف وده بيعمل دماغ تمام للسهر، ونوع اسمه حضر كفنك، وفي نوع اسمه صدام، وده نوع جامد قوي، وفي نوع اسمه النجمة وده علامة الجودة، وكمان الحشيش المغربي واللبناني وهم أفضل أنواع الحشيش، وبيكون عامل زي المادة الخام، بالإضافة للنوع الشعبي المتداول وفيه تجار بيضربوه بالحنة.
> وما أشهر طرق التعاطي؟
ـ طرق التعاطي كثيرة جدا، فهناك الدبابيس أو الخوابير، ويتم تعاطيها في كوبايات، وطريقة أخري تسمي الحجارة، والتي يتم تعاطي الحشيش بها علي حجر الشيشة، وطريقة لف السجاير، والغرقانة، والكنشة، والبايب، والمعالق، والمنقد، والمشنقة، والكنكة.
> ولماذا تختلف هذه الطرق؟
ـ هناك طرق للغلابة من المدمنين كطريقة الملعقة، حيث تصلح هذه الطريقة لقطع الحشيش الصغيرة، حيث توضع القطعة علي ملعقة سبق تسخينها بشدة ويقوم المتعاطي باستنشاق هذا الدخان، وهناك طرق لمتوسطي الدخل مثل «المشنقة»، وهي عبارة عن كيس يملأ بدخان الحشيش المحترق ويلبسه المتعاطي فتصبح رأسه في موجة من دخان الحشيش، أما الأغنياء جدا فيتعاطون الحشيش بطريقة «المنقد»، وهي عبارة عن حشيش يتم إشعاله علي المنقد بحيث يملأ دخان الحشيش الغرفة بأكملها، بس المشنقة بتعمل أسرع دماغ، والكوباية هي أكثر طرق الشرب انتشارا.
> وما معايير بيع الحشيش؟
ـ هناك الكرتونة، ودي بتكون عبارة عن 7 أو 8 أكياس ـ علي حسب التقطيع ـ والكيس له أكتر من اسم، فالحشيش المغربي يسمي الكيس منه «الفرش»، والحشيش البلدي يسمي الكيس منه «التربة»، والكيس بيكون سبع وقيات ونص، والوقية عبارة عن 8 قروش، والقرش ـ الصباع ـ بيكون 4 تربع، والربع تمنايتين، وأقل معيار هو التمناية.
> وهل هناك مكان معين يشتهر بتعاطي المخدرات في الإسكندرية؟
ـ يقول ساخرا: «99% من أفراح إسكندرية يتم التعاطي بها، حيث يقوم صاحب الفرح بتوفير ربع وقية علي كل ترابيزة، وبيكون معاها البيسة، حتي أفراح الضباط بيكون فيها نفس الكيف سواء حشيش أو برشام».
> ماذا تقصد بالبيسة ؟
ـ البيسة تتكون من بودرة هيروين صافية «بيور»، وبيتخلط عليها كوكايين، وبودرة صحراوي، وتسمي بالبودرة الشعبي.
> وهل هناك أماكن تنتشر بها تجارة هذا النوع من المخدرات في الإسكندرية؟
ـ أماكنها معروفة عند الكيلو 21 والكيلو 26 علي طريق مارينا، ويقوم بتوزيعها العرب المسلحون برشاشات، والحكومة عارفة أماكنهم، وماحدش يقدر يكلمهم.
> وهل يختلف تأثير الحشيش عن البيسة؟
ـ البيسة أخطر بكتير، وبتكون أولها كيف وآخرها علاج، في الأول بتعمل دماغ، لكن بعد حوالي شهر ونص أو شهرين بالكتير، بتكون مسكت في الجسم، ولازم يبدأ ياخدها بس مش علشان يعمل دماغ لكن عشان يتفادي آثارها الجانبية، يعني بتتحول من كيف لعلاج ومسكن.
> وما تلك الأثار الجانبية ؟
ـ في حالة عدم تناول الجرعة، يشعر المتعاطي وكأن جسمه كله مكسر، ومسامير بتتشك في جسمه كله، وتؤدي أيضا إلي ارتفاع في درجة الحرارة وبعدين تقلب برعشة، بالإضافة إلي ترجيع وإسهال، وعدم قدرة علي التحرك، والجرعة بتكون هي الحاجة الوحيدة اللي بتمسك الجسم من تاني.
> وكيف يتم تعاطي ذلك المخدر؟
ـ البيسة يتم تعاطيها علي ورق الفويل أو في حقن أو عن طريق خلطها بمياه مع ليمون.
> وما أسعارها؟
ـ أسعارها تبدأ من 200 جنيه للجرام، بتبقي خراب بيوت لو حد من الغلابة أدمنها.
> وماذا عن تجارة البانجو والأقراص المخدرة في الإسكندرية؟
ـ تجارة البانجو في الإسكندرية مقارنة بالحشيش والبيسة والبرشام لاتذكر، الحشيش أعلي من البانجو بكتير، وكمان الحشيش ده كيف بهوات، يعني كيف نضيف. أما البرشام فيباع في السوق السوداء، يعني في معظم الصيدليات لو دخلت لصيدلي بروشتة بيقولك مافيش، لكن لو حسسته إنك عايز البرشام كيف بيديك اللي إنت عايزه، بس بتسعيرة مختلفة وبتكون أربع أو خمس أضعاف سعر الشريط الأصلي، يعني الشريط أبو سبعة جنيه ممكن يوصل سعره «أربعين جنيه»، فيه كمان مندوبي شركات الأدوية بيكونوا علي صلة بالتجار وبيقوموا يبعوها ليهم مباشرة.
> وما أنواع «البرشام» المنتشرة بين المتعاطين؟
ـ هناك البرامادول، أمادول، تراماجاك، تامول، كوترمان، أباتريل وشهرته أبو شرطة، وأوماتريل، وريفوتريل وشهرته «أبو زمبة»، والصليبة «ريبانول» وترمال، ويوضح: أشهر تلك الأنواع هو بركانول وشهرته «صراصير»، وبيكون منتشر داخل السجون، وأيضا كوميتال وشهرته «جماجم».
> أبديت لي في بداية حديثنا اعتراضك علي عقوبة الاتجار في البرشام مقارنة بعقوبة الاتجار في الحشيش.. ما السبب؟
ـ أحب أوضح لحضرتك إن الحشيش استحالة يخرَّج المتعاطي عن الوعي لدرجة قيامه بارتكاب جريمة، أما البرشام فيخرجك عن الوعي لدرجة ارتكاب جريمة، مع ذلك عقوبة الاتجار في الحشيش جناية، وحكمها في التعاطي يبدأ من 6 شهور سجن إلي 3 سنوات، أما الاتجار في الحشيش أقل حاجة 3 سنوات سجن وممكن توصل لتأبيدة أو إعدام، أما البرشام فرغم خطورته فبتكون عقوبته جنحة، وكبيرها بيكون غرامة 100 جنيه أو 200 جنيه، وحبس من شهرين إلي 3 شهور، وده بسبب إن تهمتها لا تكون الاتجار في مخدرات ولكن ممارسة مهنة الصيدلة بدون ترخيص <
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق