ربما كانت حلمى الأعظم ،شئ لطالما تمنيته ، كائن جميل لطالما تعاظم بداخلى شعور بإستحالة الحصول عليه ولكن بدون أدنى مقدمات ، هاهى تميل على أذنى وأنا جالس أمامها فى مدرج المحاضرة ، جذبتنى كلماتها بروحها المرحة لتسألنى "ممكن أعرف إنت إزاى عارف تكتب ورا الدكتور؟" فإلتفت ناظرا منتبها غير مصدق لما أرى ، تلاحقنى أسئلة عديدة متلاحقة "كيف وهل ومتى ولماذا ؟" كيف تكون هى ؟ وهى مجرد كائن لم أره سوى وقت أن أشرد بخيالى ؟ كيف وهى مجرد كائن لم أحدثه إلا فى أحلامى ؟ ولكن إن كانت فى مظهرها هى ؟ فهل تحمل بداخلها أشيائى التى أودعتها إيها على مدار ما يقرب من عشرون عاما هى سنون عمرى ؟ وإن كانت هى فمتى حدث هذا ؟ متى تحولت من كائن يتردد على خاطرى فى وقت شرودى وزائر ليل يزورنى وقت نعاسى وفى منامى ، إلى فتاة تجلس خلفى تحدثنى لأحدثها ؟!!!تلاحقت تلك الأسئلة كسيل فى رأسى ، كطوفان لم يتجاوز عمره بضع ثوانى ، ترددت كثيرا فى أن أجيبها ، أخشى أن أتحدث فيحسبنى من حولى محدثا نفسى ، أخشى أن أتحدث فيتهمونى بالجنون ، أو يسخر منى أحد أى كان مايمثله ذلك الشخص لى ، وبعد مرور بضع ثوانى أخرى تشجعت مبتسما ناظرا بتعمق مجيبا "بعد المحاضرة أقولك" ، إكتفيت أنا بتلك الكلمات ، ولكن لم يكتفى خيالى وشرد منى إلى مابعد المحاضرة ، شرد ليتخيل ماذا سأفعل ؟ ماذا سأقول ؟ وهل أخبرها بأنى لطلما بحثت عنها ؟ وكيف يكون لى أن أخبرها ؟ حاول خيالى أن ينحى عقلى جانبا ، وبالفعل نجح ، نجح فى أن ينحى عقلى جانبا كما نجح فى تخيله لما أفعله بعد المحاضرة وأصدر فرمانه الأول فى عالم الحب والذى نص على مايلى :-أستوقفها مبتسما وبلا مقدمات أخبرها قائلا : "عزيزتى :-كثيرا ماتبادلت النظرات ولكن أقسم لكى كما لم أقسم لأحد سواكى أن تلك النظرات لم تكن سوى بحثا عنكى أنتى ، أنتى تلك الفتاة التى لطالما أغمضت عينى وأطلقت لخيالى وعقلى وقلبى العنان لكى يرسموا لى ملامحك هذه فكان لخيالى أن رسم تلك الملامح وهاتان العينان ، وأما عقلى فهو من رأى نظرتك الهادئة لى وأنا أنظر إليكى ، وأما قلبى فكم كان التوفيق حليفه فى إيصالى هذا الإحساس الذى إنتابنى وأنا أنظر إليكى ، ذلك الإحساس الذى يدفعنى دفعا لأخبركى مثل هذه الكلمات الأن .وأخيرا عزيزتى أو حبيبتى - إن أردتى- ،، أقسم أنى أحببتكى قبل أن أراكى ، فكونى على ثقة بى يعلم الله أنى جدير بها ......وبينما يسترسل خيالى فى رسم باقى تفاصيل الموقف ، فإذا بزميل يطلب منى اللإفساح للخروج حيث إنتهت المحاضرة ، وهنا عاد خيالى إلى مقره الطبيعى برأسى بعد فترة من الشرود ، وكذلك عاد عقلى إلى مستقره بعد أن نحاه خيالى جانبا لفترة ، وإذا بعقلى يلومنى بشدة لعدم إكمالى كتابة المحاضرة ، فلم أعيره إهتماما ، وأسرعت لأتحدث لفتاتى وأخبرها بما أملاه خيالى عليّ ، وإذا بى أتحدث إليها متسائلا مبتسما فرحا "إيه مش عايزة تعرفى بأعرف إزاى أكتب المحاضرة ورا الدكتور؟" فنظرت لى نظرة بها شئ من الإستخفاف قائله :"مش ملاحظ إنك ماعرفتش تكتب المحاضرة للأخر" قالت كلماتها ورحلت ..............